Répondre :
سطوة الألة
انه الانسان الذي اخترع الالة وصار عبدا لها اعطاها كل عبقريته لتعود وتهندس سلوكه وحياته ومن ثم فيما بعد تعمل الى تحويله هو الى آلة يديرها انسان آخر، ولقد تنبه بوكانان في كتابه الهام (الالة قوة وسلطة التكنولوجيا والانسان منذ القرن السابع عشر حتى الوقت الحاضر) تنبه الى خطورة قوة الالة التي توفر قوة قهر ووصل الى حد اطلاق مصطلح الجبرية التكنولوجية الكاملة والنادرة، هذه الجبرية الان نراها في كل شيء، فلم يعد الانسان بعيدا ولو في ادنى بقاع الارض عن تأثير الالة وقهرها وما تتركه من اثار، لقد تحول الى مجرد رقم في المصرف، ورقم في الهاتف المحمول، وشيفرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكبسة زر لإدارة وتشغيل وتحريك الالة، وبعد ذلك كله انتقل الامر الى سلوكه وجيناته وتعديله، ومن ثم تحويله الى آلة تسير وتعمل وفق الطلب، الامر الذي حدا بفرانيسي فوكوياما الى التخوف مما سماه (عواقب الثورة البيوتكنولوجية) وكيف ان هذه البيوتكنولوجيا قد استباحت طبيعة البشر وكرامتهم وانفلتت من عقال السياسة والامر الذي دفعه الى التأكيد على اننا لسنا عبيدا لتقدم تكنولوجي محتوم، اذا كان هذا التقدم لايخدم غايات الانسان، وهو ما يستتبع التنبه الى ان التلاعب بالبيولوجيا قد يقودنا الى عالم ما بعد الشر، وهو عالم تختفي فيه البيولوجية التقليدية للانسان ويكثر فيه التهجين، الامر الذي قد يقود الى انهيار فكرة الانسانية المشتركة، ولذلك كما يقول رشيد الحاج صالح في عالم الفكر الكويتية العدد الاخير 43, لذلك نجده يركز على ضرورة التمعن جيدا في معاني الثورة البيوتكنولوجية والاحاطة بتداعياتها السلبية ونتائجها الكارثية على مستقبل الانسان والانسانية، غير ان المخاوف لاتقتصر على البيوتكنولوجيا، بل تمتد الى التكنولوجيا ذاتها بوصفها التقنية التي امدت الحروب بكل انواع الاسلحة ومن مختلف الاصناف حتى وصلنا الى حافة الابادة الذرية.وظهرت البيوتكنولوجيا لتعيد صناعة وهندسة الانسان من جديد، فمن المعروف ان مختبرات البنتاغون تعمل على تطوير برامج تقنية هائلة تحدد مناطق الشعور في الدماغ والخلايا وتجري تجارب عليها، وقد نجحت في الكثير منها وزرعت نبضات في الدماغ تتلقى الاشارات وتفهمها وتحولها الى سلوك، وقد عبر عن ذلك آل غور نائب الرئيس الاميركي الاسبق في كتابه المترجم الى العربية تحت عنوان: المستقبل، واشار الى ان الصين ربما تسبق الولايات المتحدة في هذا العلم, ومن المعروف ان الولايات المتحدة لاتجري تجاربها حبا بالانسان وتطوير قدراته، انما من اجل اعادة تدجينه وتطويعه، وهذا جزء اساس من الحرب الناعمة التي تداخلت فيها كل الوسائل وتشابكت وتضافرت لتغدو سلاحا رهيبا اشد فتكا من الذرة، ليقول احد الفلاسفة ان التكنولوجيا غدت ايديولوجيا، وهي الايديولوجيا الاكثر فتكا واستلابا للانسان، ولافكاك منها الا باستعادة التقنية الى مربع الانسانية وليضع العالم ضوابط اخلاقية لها تحميه من الاندثار وتحويله الى مهرج في سيرك يسير عن بعد.
Merci d'avoir visité notre site Web, qui traite d'environ Arabe. Nous espérons que les informations partagées vous ont été utiles. N'hésitez pas à nous contacter pour toute question ou demande d'assistance. À bientôt, et pensez à ajouter ce site à vos favoris !